معلمو ومعلمات التعليم المسيحي يشاركون في رياضة روحية بمناسبة بدء الصوم الأربعيني في الطيبة - ٢٠١٩

الطيبة – دعا مكتب التعليم المسيحي التابع لبطريركية القدس للاتين، معلمي ومعلمات التعليم المسيحي في المدارس الكاثوليكية إلى رياضة روحية بمناسبة الزمن الأربعيني، وذلك يوم الجمعة ٨ آذار ٢٠١٩ في دير اللاتين الطيبة.

وقد شارك ١٨ معلماً ومعلمة من مختلف المدارس الكاثوليكية حيث بدأت رياضتهم الروحية بترتيلة وسط التجارب، وبدأت الآنسة نادين بيطار من مكتب التعليم المسيحي بتأمل في النص الإنجيلي من انجيل القديس متى ١:٤– ١١(” يسوع يصوم بالبرية ويقهر الشيطان“)، الذي يتحدث عن تجربة إبليس ليسوع لثلاث مرات عندما صام يسوع أربعين يوما وأربعين ليلة، وتحدثت عن أجوبة يسوع للشيطان، وعن أهمية الآية ” ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله“. علينا سماع وتأمل وعيش كلمة الله في حياتنا، كما تأملت في التجربة الثانية بجواب الشيطان، ” يوصي ملائكته بفعل أيديهم يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك،” حيث ربطتها بالمزمور رقم ٩١ واقتبست من رسالة القديس يعقوب فصل ١: ١٣ الذي يتحدث عن التجارب “إذا جرب أحد فلا يقل ا الله يجربني“. إن الله لا يجرب أحدا في حين ان لكل انسان شهوة تجربه فتفتنه وتغويه. كتطبيق عملي في مدارسنا، نتوقف، لا عند الحرف، بل عند الروح التي كتبت فيها، فيكون المعلم صاحب ثقة يتخطى التجارب بالاقتراب من قراءة الكتاب المقدس والاعتراف، والتناول.

في النهاية، تكلمت الآنسة نادين عن ردود فعل يسوع على هذه التجارب وكيف يمكن أن نستخدم أجوبته الثلاثة في حياتنا: “ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله“، “لا تجربن الرب إلهك“، “للرب إلهك تسجد واياه وحده تعبد“. وقد شارك بعض المعلمين بالتحدث عن التجارب التي مروا بها في حياتهم اليومية.

ومن ثم أكملت الآنسة مريانا قنزوعة من مكتب التعليم المسيحي عن الزمن الأربعيني، فبدأت بفيلم قصير عن أهمية الصوم، ومعنى هذا الزمن وماذا نعمل فيه، حيث أن الكنيسة ركزت على علاقة المؤمن مع الله بالصلاة، ومع ذواتنا بالصوم، ومع الآخرين بالصدقة. في البداية تحدثت عن الصوم والانقطاع في الكنيسة اللاتينية والأرثوذكسية ومعنى الصوم ولماذا يصوم الإنسان اليوم؟ وأكملت بالتركيز على الصوم الروحي، وامكانية تسخير جميع حواسنا الخمسة لعمل الخير، استنادا على رسالة القديس يعقوب فصل ٣: ١–٥، وموضوعها بلية اللسان. الاستعارات التي يذكرها القديس يعقوب هي اللجام ودفة السفينة والنار الآكلة والسم القاتل والينبوع، وهذه أشياء صغيرة ولكنها تقود شيئا كبيرا. وشددت مريانا في الموضوع على معاني الصلاة بأنواعها (الفردية والجماعية والليتورجية)، وأيضا بينت من خلال مفهوم الصدقة ترجمتها بأعمال الرحمة الروحية والجسدية وتطبيقها في حياتنا، لأن ما يوفره المرء بالصوم ليس ملكا له، بل ملك الفقير.

وشاركت الانسة مريانا المعلمين بتعليم ورسالة الكنيسة اليوم من خلال رسالة البابا فرنسيس لعام ٢٠١٩ ” ان الخليقة تنتظر بفارغ الصبر تجلي أبناء الله“. وأعطت المعلمين طرقا لعيش وتطبيق هذه الرسالة من خلال الخطوات المهمة التي على الإنسان اتباعها في مسيرة الزمن الأربعيني كمعلمين تعليم مسيحي لكي يتشبه اكثر بيسوع المعلم، وأكملت أفكارها من خلال عرض لأقوال وحكم القديسين عن الصلاة والصوم والصدقة في عيش الزمن الأربعيني وتطبيقها على حياتهم وبذلك يكونون قدوة صالحة أمام طلابهم.

وتحضيرا للاعترافات قدمت مريانا بأفكار وصور عن درب الصليب وإنسان الصليب، فربطت بين المصلوب وإنسان اليوم في عيشه لمسيحيته أو في ضعفه وكيف يصل الإنسان المسيحي الى الجلجلة برفقة المصلوب كي يعيش القيامة معه يوم أحد الفصح.

وبعد الاعترافات ترأس قدس الاب جوني أبو خليل، كاهن رعية يسوع الفادي، القداس الإلهي حيث أكمل الأفكار حول الزمن الاربعيني، قائلا بان المعلمين في المدارس ليسوا فقط موظفين، إنما حاملين رسالة، ليس الهدف منها الراتب الشهري مقابل عملهم، فيكونوا المثال الصالح في الرعية وفي مدارسهم في نقل رسالة المسيح اليوم إلى أبناء هذا الجيل. ان رسالتهم لا تقتصر على التعليم فقط، انما طبع صورة المسيح في قلب الطلاب. وبين أيضاً ان حصص التربية المسيحية ليست حصصا إضافية، بل أساسية لإعطاء شهادة مسيحية والتعمق في سر المسيح خلال الأسرار والليتورجيا وعيشها في مجالات الحياة. كما وشجع المعلمين بقوله إن “الكهنة في رعاياهم يصلون من اجل هؤلاء المعلمين حتى يقوموا برسالتهم وان كل انسان وكل معلم يحصد ما يزرع.”

وفي الختام، عاد جميع معلمي ومعلمات التعليم المسيحي حاملين رسالة الزمن الأربعيني من الطيبة المذكورة في الإنجيل باسم افرام في إنجيل القديس يوحنا فصل ١١: ٥٤، حيث اختلى يسوع مبتعداً عن العالم، حتى يتحضر لدخول القدس، لعيش الأسبوع الأخير من حياته، أي الموت والقيامة.

مريانا قنزوعة

مكتب التعليم المسيحي التابع للبطريركية