آخر مستجدات فيروس كورونا في القدس

بقلم: ليال حزبون / مكتب إعلام البطريركية اللاتينية - نشرت بتاريخ: March 18 Wed, 2020

آخر مستجدات فيروس كورونا في القدس متوفرة باللغات التالية:

القدس – تشهد مدينة القدس في الأيام الأخيرة حالة لم يسبق لها مثيل، إذ تكاد المدينة المقدسة تخلو ليس من حجاجها وزوارها فحسب، بل من عدد كبير من مواطنيها أيضًا، إذ أغلقت كافة المدارس والمعاهد والجامعات، ومنها المسيحية أيضًا، وأُلغيت جميع حجوزات الفنادق لشهري آذار الجاري ونيسان المقبل، وهما الشهران اللذان يشهدان في العادة ارتفاعًا هائلًا في عدد السياح القادمين من جميع أنحاء العالم للاحتفال بعيد الفصح المجيد في الأرض المقدسة. الأمر الذي يؤثر على قطاع السياحة في القدس من محلات بيع التذكارات ومكاتب السياحة، إلى الفنادق والمطاعم وغيرها.

وقد أغلقت العديد من مطاعم المدينة، فيما تفتح الأخرى أبوابها لتقديم الخدمات دون السماح بالبقاء فيها. فيما جرت عمليات تعقيم لمناطق مختلفة من المدينة، كمنطقة باب العامود والبلدة القديمة وطريق الآلام وكنيسة القيامة بساحتها وأجنحتها المختلفة.

جاء ذلك عقب إصدار بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي مساء السبت ١٤ آذار ٢٠٢٠، إجراءات وقائية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، تضمنت منع التجمعات بين ما يزيد عن ١٠ أشخاص، وإغلاق كافة المؤسسات التعليمية ابتداء من الأحد ١٥ آذار، وما يتبع ذلك من حركات شبابية ونشاطات لا منهجية، بغض النظر عن عدد الأطفال فيها.

وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أيضًا إغلاق النوادي الرياضية وبرك السباحة ومدن الملاهي وحدائق الحيوان وصالات المؤتمرات والأماكن الأثرية، وغيرها من الأماكن الترفيهية المختلفة. فيما أصدر نتنياهو تعليمات إضافية الاثنين ١٦ آذار تفرض حالة الطوارئ على القطاع العام أيضًا، فيما يفترض من القطاع الخاص الحدّ من عدد موظفيه بتشجيع ٧٠٪ منهم على العمل من المنزل. أما الخدمات الأساسية كالصيدليات والمتاجر والبنوك والمؤسسات الرعائية فستظل متوفرة.

ويشمل قرار منع التجمعات لما يزيد عن ١٠ أشخاص، الاحتفالات الدينية أيضًا، مع الأخذ بعين الاعتبار الإبقاء على مسافة مترين على الأقل بين الأشخاص. هذا وشجعت وزارة الصحة على تجنب استخدام وسائل المواصلات العمومية قدر الإمكان.

وجاءت هذه الإرشادات عقب الارتفاع المتزايد لحالات الإصابة بفيروس كورونا في إسرائيل، إذ بلغ عدد الإصابات حتى صباح الأربعاء ١٨ آذار، ٤٢٧ مصابًا، منهم ٥ حالات خطيرة، أما البقية فيعانون أعراض طفيفة، فيما تعافى ١١ شخصًا. ويخضع الآن أكثر من مئتي مصابٍ للعلاج في المستشفيات المختلفة.

في الوقت ذاته، يقبع أكثر من ٥٠ ألف شخص تحت حجر صحي كما بينت وزارة الصحة الإسرائيلية.

وأمام استهجان الكثيرين، كانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت اعتزامها تتبع الهواتف المحمولة لمواطنيها للتأكد من الالتزام بالحجر الصحي، وإبلاغ كل من كان على مقربة من أحد المصابين خلال الأسبوعين الأخيرين من إصابته، بضرورة الخضوع للحجر الصحي.

وفي خطوة سابقة، كانت بطريركية القدس للاتين قد أصدرت تعليمات وقائية للحد من انتشار فيروس كورونا في ٥ آذار ٢٠٢٠، لا تقتصر على "جميع الرعايا والكنائس والأديرة، وأي مكان آخر مخصص للعبادة في مناطق بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور وأريحا" فحسب، بل تتعدى ذلك إلى "كامل أراضي فلسطين".

أما مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية، فقد أصدر الجمعة ١٣ آذار ٢٠٢٠، توصيات للرعايا والكنائس لمكافحة انتشار فيروس كورونا، تضمنت الحث على الالتزام بتعليمات السلطات المدنية، وتجنب التجمعات، والامتناع عن تقبيل الأيقونات والتماثيل، وتجنب المصافحة باليد، وغيرها من التوصيات الاحترازية.

وأعلن الفاتيكان الأحد ١٥ آذار، أن صلوات عيد الفصح كافة هذه السنة، ستجري في ساحة القديس بطرس دون مشاركة المصلين شخصيًا إثر تفشي فيروس كورونا بوتيرة متسارعة في إيطاليا، على أن تُعرض جميع اللقاءات وصلوات التبشير الملائكي التي يجريها الحبر الأعظم، عبر البث المباشر على موقع أخبار الفاتيكان الرسمي، وذلك حتى يوم ١٢ نيسان المقبل.

أما في القدس، أرض عذابات المسيح وموته وقيامته، والتي تستقبل سنويًا آلاف الحجاج للاحتفال بالأسبوع المقدس وعيد الفصح المجيد، فمن المتوقع أن تشهد هذا العام إجراءات وقائية تقييدية، إذ علق رئيس الأساقفة المطران بييرباتيستا بيتسابالا، المدبر الرسولي في بطريركية القدس للاتين قائلا "نشعر بأننا عاجزون. هناك الكثير من الأمور التي نريد أن نقوم بها ولكننا لا نستطيع ذلك في ظل الظروف الراهنة. ليس أمامنا اليوم سوى أن نرفع أعيننا نحو السماء ونسلم أنفسنا لمشيئته. فلقد أصدرت الحكومة تعليمات بمنع تجمع أكثر من عشرة أشخاص. يحتاج اليهود إلى ١٠ أشخاص على الأقل حتى يمكنهم إقامة الصلاة، أما بالنسبة لنا فنحتاج إلى جماعة حتى نقيم صلاة جماعية".

 وبخصوص احتفالات الأسبوع المقدس أضاف "هذا وضع جديد علينا... إذ لن يتم إغلاق كنيسة القيامة بالتأكيد، فهذا أمر لا يمكن القيام به. ومع ذلك يجب أن ننظم الاحتفال بطريقة تحترم القانون، إذ لربما ننظم المصلين في جماعتين منفصلتين أو ثلاث، تتكون كل منها من ١٠ أشخاص، موزعة بحسب المساحات المتوفرة، مجبرين على التخلي عن المسيرات التقليدية للأسبوع المقدس".

ومن جانبها، أعلنت دائرة الأوقاف في القدس، الأحد ١٥ آذار ٢٠٢٠، عن إغلاق المصليات المسقوفة داخل المسجد الأقصى كإجراء وقائي لمنع انتشار فيروس كورونا، على أن تقام جميع الصلوات في ساحات المسجد، مع الالتزام بالحفاظ على مسافة مترين بين كل شخصٍ وآخر. ويشمل قرار الإغلاق خمسة مصليات.

وكانت عناصر من الشرطة الإسرائيلية قد توجهت، الأحد ١٥ آذار، إلى منزل الحاخام الأورثوذكسي اللتواني تشيم كانييفسكي، مسؤول جماعة الحريديم، بعد تجاهله إرشادات وزارة الصحة الإسرائيلية، بإبقائه على المدارس التلمودية مفتوحة أمام عشرات الآلاف من الطلاب، إلا أنه تعهد بالالتزام بمعايير وزارة الصحة باقتصار التجمعات الدراسية على ١٠ أشخاص على الأكثر، لمنع تفشي الفيروس. فيما التزمت الطوائف اليهودية الأخرى بقرار إغلاق المدارس.

أما في الأردن، فقد أصدر مجلس رؤساء الكنائس السبت ١٤ آذار، توصيات كنسية للوقاية من انتشار فيروس كورونا، تمثلت بتوقف جميع القداديس والصلوات الجماعية في الكنائس مدة أسبوعين، واقتصار مراسيم الجنازة على أهل الفقيد، وإيقاف جميع الفعاليات والأنشطة والتجمعات الكنسية مدة أسبوعين، واقتصار الخطوبة المحددة مسبقًا على الخطيبين وذويهما في البيوت.