القدس – جرى الخميس ٣٠ أيلول ٢٠٢١، الدخول الرسمي للمطران أدولفو إيلانا، القاصد الرسولي الجديد في القدس وفلسطين والسفير البابوي في إسرائيل وقبرص، إلى كنيسة القيامة.
بداية، تجمّع رؤساء الكنائس، وعدد من الأساقفة والكهنة، والقناصل العامّون السيد ألفونسو لوسيني ماتيو، القنصل الاسباني العام في القدس، والسيد ويلفريد بريفير، القنصل البلجيكي العام في القدس، والسيد رينيه تروكاز، القنصل الفرنسي العام في القدس، والسيد جوزيبي فيديل، القنصل الإيطالي العام في القدس، في دار البطريركية اللاتينية لاستقبال المطران أدولفو إيلانا، الممثل البابوي الجديد في الأرض المقدسة.
وبعد تبادل الكلمات الترحيبية، بدأ سير الموكب باتجاه كنيسة القيامة، مرورًا بباب الخليل وطرقات البلدة القديمة وأزقتها، بحضور عدد من رؤساء الكنائس، وكهنة البطريركية اللاتينية والرهبان الفرنسيسكان، والطلبة الإكليريكيين، والرهبان والراهبات، فضلًا عن جماعة المؤمنين.
وفور وصوله إلى كنيسة القيامة، استقبل القاصد الرسولي الجديد، ممثلو كنائس الروم الأرثوذكس، والأرمن، والفرنسيسكان. هذا ورحّب الأب فرانشيسكو باتون، حارس الأراضي المقدسة، من أمام حجر الطيب، بالقاصد الرسولي الجديد في مدينة القدس، التي هي "قلب الأرض المقدسة"، مشيرًا إلى خصوصية كنيسة القيامة التي شهدت المزيد من الحوار والتعاون في السنوات الأخيرة، وحيث "يحتفل اللاتين والروم والأرمن بانتظام بسر الفصح في القربان الأقدس". وأضاف مخاطبًا المطران إيلانا: "ندعو لكم هبة الحكمة والصدقة في خدمتكم الدبلوماسية في هذه الأرض، وفي البلدان التي تقع في نطاق ولايتكم، وفي هذه المدينة، خدمة دبلوماسية ستقومون بها لتمثيل الكرسي الرسولي والحبر الأعظم البابا فرنسيس هنا".
ومن أمام القبر المقدس، تحدث البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، عن مكانة كنيسة القدس التاريخية في الشهادة لذكرى موت المسيح وقيامته في هذه الأرض المقدسة، وقد تطرٍق إلى الظروف السياسية والاجتماعية الصعبة التي تشهدها مدينة القدس على وجه الخصوص، وقال: "هذا يذكّر كنيستنا بأن الانحناء هنا في هذا المكان حفاظًا على ذكرى موت المسيح وقيامته يجب أن يقودنا إلى الانصياع لاحتياجات هذه الأرض وشعوبها. فمثلما وصلت نساء الإنجيل إلى هذا المكان لدهن جروح المسيح المصلوب بالزيت، كذلك نحن مدعوون لصب بلسم الأمل وزيت الرحمة على حياة جماعاتنا المسيحية".
وفي نهاية كلمته، خاطب البطريرك بيتسابالا القاصد الرسولي الجديد، وقال: "إن الكنيسة الكاثوليكية في الأرض المقدسة، الكنيسة الأم في القدس، مهما كانت حيوية وغنية بالمبادرات، لا تكتمل بدون حضور بطرس، الذي تجعله أنت حاضرًا بيننا".
من جهته، شكر المطران أدولفو إيلانا رؤساء الكنائس كافة، والأساقفة والكهنة والقناصل العامين، وقد عبّر عن سعادته وامتنانه لوجوده في كنيسة القيامة، "المكان الذي أتم فيه سيّدنا الإلهي، راعينا وربّنا، سره الفصحي". وأضاف سيادته: "كأبناء وُلدنا من الحب الذي مُنح لنا مجانًا، وكُشف لنا في هذا المكان المقدس، نرجو أن نسعى حقًا لجني ثمار هذه الحبّة الوحيدة من الحُب الهائل الذي ينبثق من هذا المكان، حتى يسود بين الجميع السلام الحقيقي المرتبط بالبِرّ، والذي لا يستطيع إلا هو أن يمنحه، لأن القائم من بين الأموات "هو سلامُنا" (أف ٢:١٤)".
وكان البابا فرنسيس، في ٣ حزيران ٢٠٢١، قد عيّن المطران أدولفو تيتو إيلانا قاصدًا رسوليًا جديدًا في القدس وفلسطين وسفيرًا بابويًا في إسرائيل وقبرص، خلفًا للمطران ليوبولدو جيريللي الذي شغل منصب القاصد الرسولي في الأرض المقدسة منذ عام ٢٠١٧ وحتى عام ٢٠٢١.