قبرص – تعد هذه الجزيرة الواقعة شرق البحر الأبيض المتوسط جزء لا يتجزأ من أبرشية البطريركية اللاتينية في القدس، فيه أربع رعايا لاتينية في مدن مختلفة: كنيسة الصليب المقدس (نيقوسيا)، كنيسة مريم سيدة النعم (لارنكا)، كنيسة القديسة كاترينا (ليماسول)، كنيسة القديس بولس الرسول (بافوس). بمناسبة تعيين الأب برونو، نائبا جديد للبطريركية اللاتينية في قبرص، من قبل غبطة البطريرك في شهر كانون الأول من العام السابق وإفتتاح النيابة البطريركية في نيقوسيا، دعونا نستكشف تاريخ الكنيسة اللاتينية في قبرص، ونستمع إلى شهادات كهنة الرعايا فيها.
"تعمل قبرص كقناة اتصال بين أوروبا والأرض المقدسة،" قال غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، خلال زيارة البابا فرنسيس إلى الجزيرة الأوروبية في تشرين الثاني 2021. "تاريخيا، كانت دائما مرتبطة بالقدس"، لهذه الجزيرة علاقات وثيقة مع الأراضي المقدسة منذ القرن الثاني عشر وشهدت ولادة الكنيسة اللاتينية حوالي عام 1192.
منذ إعادة تأسيس البطريركية اللاتينية عام 1847، تم تعين نائب بطريركي في قبرص يعتني بأربع رعايا للبطريركية تقع في نيقوسيا، لارنكا، بافوس وليماسول.
كنيسة الصليب المقدس، نيقوسيا
يعود مبنى الكنيسة لهذه الرعية الى القرن السادس عشر حيث تم بناء أول كنيسة فرنسيسكانية عام 1642 وتم إعادة بناء المبنى الحالي عام 1900، تكرست للصليب المقدس.بالفعل، أقبل الحضور الفرنسيسكاني إلى جزيرة قبرص قبل وفاة القديس فرنسيس خلال القرن الثاني عشر ولكن تم تهجيرهم بسبب العثمانيين عام 1571، عادوا عام 1592 وكانوا من اوائل المسيحيين الذين صرح لهم بالعودة الى هذه الجزيرة.
يوجد اليوم بالإضافة إلى الكنيسة دير للرهبان الفرنسيسكان. قامت رعية نيقوسيا بتوفير مكان خاص لمؤسسة كاريتاس قبرص، لتمكينها من خدمة المهاجرين، لأن عاصمة (نيقوسيا) تستضيف مؤمنين من جنسيات مختلفة، لذا تحتفل الرعية بالقداس الإلهي بثماني لغات مختلفة.
لنستمع الى كاهن الرعية ونلقي نظرة على التصميم الداخلي للكنيسة.
بالقرب من كنيسة الصليب المقدس يوجد حاجز يفصل الجزء الجنوبي (اليوناني) للجزيرة عن الجزء الشمالي (التركي).
كل أحد يقوم كاهن رعية نيقوسيا برحلة مدتها ساعتين للوصول إلى مدينتي كيرينيا وفاماغوستا، للإحتفال بالقداس الإلهي – اغلب الموجودين هم طلاب مغتربين.
توجد كنيسة صغيرة تابعة إلى أبرشية نيقوسيا في مدينة كيرينيا، تفتح فقط يوم الأحد للاحتفال بالقداس، بينما يحتفل المؤمنون في فاماغوستا في مبنى صغير مستأجر، يعود ذلك الى قيود الصلاة المفروضة على المسيحيين. (شاهد الفيديو لسماع المزيد عن الجماعة المسيحية في تلك المنطقة).
كنيسة القديسة كاترينا، ليماسول
تم افتتاح مبنى الكنيسة الحالي عام 1878 في يوم عيد القديسة كاترين الإسكندرية - العذراء الشهيدة الشهيرة في القرن الرابع عشر، تماماً مثل رعية نيقوسيا يوجد ضمن الكنيسة دير للفرنسيسكان.
تقع الكنيسة في ثاني أكبر مدينة في الجزيرة وتستضيف أكبر عدد من المسيحيين الكاثوليكي، معظمهم أجانب.
يمكن العثور على عبارة "تعالوا إلي يا جميع المثقلين والمتعبين، وأنا أريحكم،" (متى، 11:29) مكتوبة فوق الخيمة الخشبية في ساحة الكنيسة، حيث يتجمع العمال الأجانب واللاجئون للتواصل والإستمتاع بوقتهم وتلقي الطعام والدعم القانوني من خلال مؤسسة مأوى القديس فرنسيس.
كنيسة مريم سيدة النعم، لارنكا
البنية التحتية لكنيسة لارنكا توحي شكل الصليب اللاتيني وتعود إلى القرن الخامس عشر، بينما تم بناء المبنى الحالي في أوائل القرن التاسع عشر.
تعيش راهبات قلب مريم الأقدس في مبنى بجوار الرعية، ويقضين يومهن في خدمة العديد من العجزة ذي حالات خاصة في دار للمسنين يديرونه بأنفسهن.
تسعى الرعية لتأمين الذبيحة الإلهية للمغتربين من مختلف الدول الذين يأتون للعمل في مدينة لارنكا الصناعية، لذا يتم الاحتفال بقداس الأحد بخمس لغات مختلفة: اليونانية والسريلانكية والبولندية والفلبينية والإنجليزية.
وبحسب التقليد المقدس، فبعد قيامة السيد المسيح من القبر وصعوده للسماء، انتقل صديقه القديس أليعازر إلى قبرص هرباً من المؤامرات، وعُين من قبل القديس بولس والقديس برنابا كأول أسقف لمدينة كيتيون (لارنكا الحالية).
تم العثور على قبر يحمل نقش "أليعازر صديق المسيح" عام 890، فبنيت كنيسة أجيوس لازاروس الأرثوذكسية في الموقع. (شاهد الفيديو للاطلاع على الكنيسة).
كنيسة القديس بولس الرسول، بافوس
يخبرنا سفر أعمال الرسل عن أول رحلة تبشيرية للقديس بولس والقديس برنابا إلى جزيرة قبرص، والتي حدثت بين 45 و46 ميلادي. يوجد أمام كنيسة الرعية في مدينة بافوس الساحلية عمود القديس بولس حيث قُييد وجلد كعقاب على التبشير.
أوكلت كنيسة أجيا كيرياكي (Agia Kyriaki)- المبنى الحالي للرعية - الى الكنيسة اللاتينية عام 1985 من قبل رئيس أساقف الكنيسة الأرثوذكسية الراحل غبطة كريستموس الثاني، مما سمح للجماعات الكاثوليكية بالاحتفال بالقداس الإلهي فيها.
يوجد امام مكتب الأبرشية مقهى ومتجر صغير يساعد الكنيسة في جمع التبراعات. يقول لنا الأب جيمس، الذي خدم الرعية أكثر من خمسة عشر سنة: "نرحب بعدد كبير من السياح كل عام، حيث يأتي الناس من حول العالم لعقد سر الزواج في كنيسة الرعية لأنها من أقدس المواقع على الجزيرة". كما ويقوم الأب جيمس بجمع التبرعات لدار رعاية رئيس الملائكة ميخائيل، الذي أسسها الأب جوني صنصور الراحل، وهو أحد كهنة البطريركية اللاتينية، والتي تقدم خدمة مجانية لكبار السن المصابين بالسرطان، وكذلك أمراض مختلفة غير القابلة للشفاء، حبث يقدم لهم العناية بينما يقضون أنفاسهم الأخيرة.
لنستمع الى كاهن الرعية ونلقي نظرة على هذا المكان المقدس.