الأحد 28 كانون الأول 2025، في عيد العائلة المقدسة، ترأس غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، القداس الإلهي في رعية العائلة المقدسة اللاتينية في رام الله.
عند مدخل الكنيسة، استقبل الأب يعقوب رافيدي، كاهن الرعية، والأب صموئيل كوستانزو، مساعد كاهن الرعية، وعدد من المؤمنين غبطة البطريرك مع الإكليروس المرافق له.
وفي عظته، توقّف غبطة البطريرك عند واقع العائلة في الأرض المقدسة وفي العالم أجمع، مشيرًا إلى أنّ وحدة العائلة تواجه اليوم تحديات عديدة، وأنّ العائلة لم تعد تُعطى المكانة المقدسة والأهمية التي كانت تحظى بها في السابق. ولفت إلى أنّ كثيرًا من الشباب يؤجّلون تحمّل مسؤولية تكوين عائلة بسبب الصعوبات المادية والاجتماعية.
وأكد غبطته أنّ العائلة هي أكثر بكثير من الضمانات المادية، مستشهدًا بالعائلة المقدسة، حيث يُظهر لنا الإنجيل أنّ يوسف ومريم والطفل يسوع واجهوا هم أيضًا صعوبات كبيرة لا تختلف عن تلك التي نعيشها اليوم، من هروب وعدم استقرار، ومن دون مكان ثابت يقيمون فيه.
وقال غبطته: «إنّ القديس يوسف قبل دعوة الله رغم أنّ الأمور لم تكن واضحة أمامه ولم تكن هناك أي ضمانات، لكنه وثق بكلمة الملاك وأطاعها».
وشدّد الكاردينال بيتسابالا على أنّ الأساس الأول لبناء العائلة هو الثقة، لا انتظار الضمانات، بل الثقة المتبادلة والثقة بالله. وأضاف أنّ كل شيء ممكن مع الله، حتى وسط التحديات والتهديدات المستمر وأوضح أنّ وحدة العائلة ووحدة الجماعة تشكّلان الصخرة الصلبة التي يمكن الاتكال عليها وبناء مجتمعنا، مذكّرًا بأننا كمسيحيين نعيش حضور الله الحيّ والملموس من خلال الأسرار المقدسة.
وفي ختام القداس، رفع غبطته الصلاة من أجل جميع العائلات، داعيًا إياها إلى تنمية حضور الله في حياتها والمحافظة عليه، لأنّ هذا الحضور هو ما يمكّنها من تخطي كل الصعوبات. كما شدّد على عدم الخوف، مستعيدًا كلمات الملاك للقديس يوسف.
وتُعدّ العائلة المقدسة شفيعة ثلاث رعايا في أبرشية القدس، وهي: رام الله، وغزة، والرُصيفة في الأردن.

