Logo
تبرع الآن

رعية اللاتين في بيت ساحور - كنيسة سيدة فاطيمة

رعية اللاتين في بيت ساحور

تقع مدينة بيت ساحور الحديثة على ربوة تتدرج في الارتفاع من حقل الرعاة وحقل راعوت شرقًا، متجهة نحو مرتفعات بيت لحم غربًا. وتُعرف هذه المدينة باسم "بلدة الرعاة"، لما لها من ارتباط تاريخي وثيق بالرعاة الذين سهروا على قطعانهم في الحقول المحيطة بها، ويُرجح أن اسم "بيت ساحور" مشتق من "بيت السهر"، نسبة إلى سهر هؤلاء الرعاة حتى ساعات الفجر، قبيل وقت السحور. وتُعدّ بيت ساحور من أكبر التجمعات المسيحية في الأراضي الفلسطينية، إلى جانب بيت لحم وبيت جالا، وهي معروفة باسم "أرض الرعاة"، نظرًا لارتباطها ببشارة الملائكة للرعاة بميلاد السيد المسيح.

ويعود تاريخ بيت ساحور إلى العصور القديمة، إذ تم العثور فيها على آثار تعود إلى العهد الحجري. وفي العهد القديم، عاشت فيها راعوث الموآبية، التي كانت تعمل في حقول بوعاز القريبة من البلدة، وذلك في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، مما يضيف إلى المدينة بُعدًا تاريخيًا وروحيًا عميقًا.

 وفي قلبها النابض بالإيمان، نشأت رعية اللاتين، التي يعود تأسيسها على يد الآباء الفرنسيسكان، وكان أول مرسل لاتيني لها الأب جون موريتان عام 1859 قبل أن تنتقل رعايتها إلى البطريركية اللاتينية مع نهاية القرن التاسع عشر.  بُنيت الكنيسة الأولى عام 1863، فيما افتُتحت مدرسة اللاتين عام 1864، ولا تزال حتى اليوم من أبرز المؤسسات التعليمية في المدينة. ومن العلامات المضيئة في تاريخ الرعية، حضور القديسة ماري ألفونسين إلى بيت ساحور عام 1885، حيث أسهمت بإنشاء أول مدرسة للفتيات، وخلّفت أثراً روحياً عميقاً رغم قصر مدة خدمتها. واليوم تعمل راهبات الوردية دور كبير في هذه الرعية من القيم الروحية مثل التعليم المسيحي، الاهتمام بالأخويات والشبيبة. أيضا اهتمامهم بالفقراء والمرضى ولا يزال عمل راهبات الوردية مستمر حتى يومنا هذا في بيت ساحور. وتكريماً لها قد قام الاب عيسى حجازين بتخصيص مزار خاص بها وحديقة باسمها يقيم فيها الاحتفالات الخاصة بها، بالإضافة الى تعيينها شفيعة لجميع عائلات الرعية. إلى جانب مزار آخر أُنشئ تكريمًا للقديس يوسف شفيع الشباب. 

الحياة الرعوية  

تضم الرعية العديد من المجموعات الفاعلة التي تغني الحياة الروحية والاجتماعية،  من أبرز هذه المجموعات هي الشبيبة، الكشافة، مجموعة رسل الرحمة الإلهية، الأخوية المريمية (اليجوماريا)، جمعية القديس منصور الخيرية أيضا مكتبة يسوع الملك التي افتُتحت عام  2011 كأول مكتبة مسيحية في فلسطين كما يبرز المجلس الرعوي كحلقة وصل أساسية المجموعات، ويضم في صفوفه ممثلين عن مختلف الأعمار والخبرات، ويعمل على تنسيق النشاطات ومتابعة شؤون الرعية. 

مدرسة الرعية بيت ساحور 

تأسست المدرسة عام 1864، وهي من أقدم المدارس في المدينة. بدأت كمدرسة صغيرة . تسعى المدرسة إلى تقديم تعليم نوعي بالتعاون مع الرعية والراهبات وقسم الإرشاد، وتشارك بفعالية في النشاطات المنهجية واللامنهجية. وقد شهدت تطويرات عديدة كالمختبرات، الألواح الذكية، والمكتبة المتعددة الاستخدامات، مع خطط مستقبلية لإضافة غرف تعليم مهني، موسيقى، تعليم خاص، وإرشاد. 

الصور أدناه من مكتب الارشيف التاريخي التابع للبطريركية اللاتينية - القدس